نص من إنتاج
زينب عدّالة
تلميذة بالسّادسة ب
رحلــــــــــــــة
يا للفرحة ...معلّمنا يخبرنا بأنّنا سنتوجّه غدا في رحلة ميدانيّة إلى المتحف العسكري بمارث ... بتّ ليلتي و أنا أحلم بهذه الجولة الممتعة و. اكتشاف خفايا خط مارث الدّفاعي أثناء الحرب العالميّة الثّانية
قمت منذ الصّباح الباكر و توجّهت نحو المدرسة و بقيت أنتظر صحبة أصدقائي حلول السّاعة العاشرة و بينما نحن ننتظر بفارغ الصّبر قدوم معلّمنا حتّى لاح لنا من بعيد فصاح الجميع فرحين
توجّهنا نحو المكان المقصود سيرا على الأقدام لأنّه لا يبعد عن مدرستنا سوى كيلومترين تقريبا ... استوقفنا معلّمنا فجأة ووجّه لنا نصائح بالمشي في نظام و حذرنا من المشي على المعبّد حتّى لا تصدمنا السيّارات ...
وصلنا المكان المقصود ... كان مبنى المتحف محاطا بأشجار ظليلة مشيّدا فوق مرتفع يحرسه جنديّ طلب منا التّوقف بكلّ لطف و الاستظهار بما يثبت أنّنا تلاميذ حتّى لا نسدّد معلوم الدّخول و بعد أن سلّمه المعلّم ما يلزم سمح لنا بالدّخول ... كان المتحف من الدّاخل رائعا فعلا فهو يحتوي على صور و مشاهد معلّقة على الجدران كما يحتوي على رسوم و توضيحات ملوّنة مضاءة توضّح بكلّ تفصيل قصّة خط ماجينو الصّحراوي الذي يمتدّ على طول 45 كم و يربط بين البحر و مرتفعات جبال مطماطة ... يا الاهي كيف كيف أمكن لهذه الجيوش أن تنجز كلّ هذا في ظرف 4 سنوات فقط ...
طلبنا من العسكري المكلّف بأن يقدّم لنا توضيحات شافية عن هذا الخط فأخبرنا بأنّه بني خلال الفترة من سنة 1936 إلى موفّى سنة 1940 من قبل الجيوش الفرنسيّة و ذلك لصدّ هجوم محتمل على البلاد التّونسيّة من طرف القوّات الايطاليّة انطلاقا من الأراضي اللّيبيّة كما أفادنا بأنّ هذا الخطّ يحتوي على 40 حصنا للمشاة و 8 حصون كبيرة للمدفعيّة و 15 مركزا للقيادة و 28 نقطة مساندة و قد بنيت كلّها بالاسمنت المقوّى ...
بعد قضاء ساعات في التّجول و المرح و الاستفادة عدنا أدراجنا إلى مدرستنا و نحن نشعر بالفرحة و الغبطة ... فيا ليت أيّامنا كلّها زيارات و جولات ممتعة