أبو القاسم الشّابي-1909-1934
ولد أبو القاسم الشّابي في واحة توزر سنة 1909 والده من خرّيجي الأزهرو من مجازيه قال الشّاعر متحدّثا عن أبيه ...إنّه أفهمني معاني الرّحمة و الحنان و علّمني أن الحقّ خير ما في هذا العـالم و أقدس ما في هذا الوجـود ...قدم أبو القاسم الشّابي إلى العاصمة سنة 1920 للدّراسة بجامع الزّيتونة و عمره 12 سنة و لقد تكوّن سريعا و قال الشّعر باكرا و كوّن لنفسه ثقافة واسعة عربيّة بحتة جمعت بين التّراث العربي القديم وبين روائع الأدب الحديث
وفي سنة 1927 ظهر شعره مجموعا في المجلّدالأوّل من كتاب : الأدب التّونسي في القرن الرّابع عشر...وفي سنة 1929 توفّي والده فعاد إلى توزر مسقط رأسه حيث اضطلع بأعباء عائلته و تزوّج...
وفي السّنة نفسها أصيب بداء تضخّم القلب وهو في الثّانية و العشرين بيد أنّه لم ينقطع عن عمله الفكري مخالفا في ذلك نصائح الطّبيب...شرع أثناء مصيف 1934 في جمع ديوانه - أغاني الحياة - بنيّة طبعه لكن باغتته المنيّة و توفّي يوم 9 أكتوبر 1934 ثم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه توزر
من أشهر قصائده
إذا الشّعب يوما أراد الحياة *** فلا بدّ أن يستجيب القدر
ولا بدّ للّيل أن ينجلي *** و لا بدّ للقيد أن ينكسر
************
وقالت لي الأرض لمّا سألت **** أيا أمّ هل تكرهين البشر
أبارك في النّاس أهل الطّموح *** و من يستلذ ركوب الخطر
و ألعن من لا يماشي الزّمان *** و يقنع بالعيش عيش الحجر
*************
خلقـت طلـيقـا كـطيف النّسيــم ** وحرّا كنور الضّحى في سماه
تغــرّد كالـطيـر أين اندفعـــت ** وتشـدو بمـا شـاء وحي الإلاه
وتمـرح بيـن ورود الصّبـــاح ** وتنعــم بالنّور أنّــى تـــراه
وتمشي كما شئت بين المروج ** وتقطف ورد الرّبى في ربـــاه
كذا صاغك اللّه يا ابن الوجود ** وألقتك في الكون هـذه الحيــاه
فمالك ترضى بذلّ القيــــود ** وتحني لمن كبّـلـوك الجباه؟
وتسكت في النّفس صوت الحياة ** القويّ إذا ما تغنّى صـــداه؟
وتطبـق أجفـــانك النيّرات ** عن الفجر والفجر عذب ضياه؟
وتقنع بالعيش بين الكهــوف ** فأين النّشيد؟ وأين الأيـــــاه؟
أتخشى نشيد السّماء الجميــل؟** أترهب نور الفضــا في ضحــاه؟
ألا انهض وسر في سبيل الحياة**فمـــن نام لم تنتظــره الحيـــاه
من اختيار التّلميذ
جهاد لنقر
سادسة ب