ما يجب أن تعرف عن مدينة طــــبربة الكـُـــــبرى
|
|
|
ما يجب أن تعرف عن مدينة طــــبربة الكـُـــــبرى |
*
في دلالة الاسم:
اسم مركب من :
-طبربو
: وهي كلمة أمازيغية( أو
بربرية )مجهولة المعنى إلى حد الآن.
-ماجيس
وهي باللاتينية مايوس وتعني الكبرى أو العظمى (وذلك لتمييزها عن طبربومينوس أو
الصغرى وهي طبربة الحالية .)
وهذا ما يؤكد أن وجود المدينة يعود إلى
فترة سابقة للاحتلال الروماني ،بل وللحضور الفينيقي كذلك ، ويدل على ذلك ما عثرت
عليه الحفريات من أدوات وصوان حجرية تعود إلى اللوبيين، وهم سكان شمال أفريقيا
الأصليون ، فتاريخ هذه المدينة ضارب في القدم ويشهد على عراقتها كجزء من الرصيد
الحضاري التونسي المميّـز.
*
قصة الفضاء والزمان
:
تمتد
المدينة على أكثر من أربعين هكتارا وهي فضاء حضري ضخم يجسم عظمتها
وأهميتها وقيمة الدور الذي كانت تقوم به أيام إشعاعها. وقد بنيت على مراحل
أخذت تتكامل تباعا
ويعتبر الباحثون أن ملامحها النهائية قد تشكلت في حدود القرن الثاني
للميلاد. وقد أصبحت بلدية
MUNICIPE
في فترة حكم الإمبراطور هدريانوس سنة 128 ميلادية وستشهد انطلاقا من هذه
الفترة نهضة عمرانية هامة حيث بنيت أغلب معالمها العمومية وهو ما سيجعلها ترتقي إلى
رتبة مستعمرة تحت حكم الإمبراطورCOMMODE
لتصبح COLONIA
AURELIA COMMODA
THUBURBO
MAJUS
فبنيت الساحة الكبرى
FORUM
وتوابعها والسوق بين سنتي 168 و 211-كما يفيد بذلك الإهداء الموجود في معبد
الكابيتولCAPITOLE ومعبد عطارد
MERCURE
-ووصل عدد سكانها إلى ما يناهز 12000 نسمة . وفي النصف الثاني من القرن الثالث وبداية القرن
الرابع يشهد نمو المدينة بعض الركود بسبب مخلفات الأزمة التي هزت أركان
الإمبراطورية الرومانية آنذاك ولن تستأنف طبربة الكبرى (طبربوماجيس ) تطورها إلا في
النصف الثاني للقرن الرابع وهو ما
وانطلاقا من
نهاية القرن الخامس تتراجع حركة التعمير ويتضاءل الحضور البشري ويشرع السكان في هجر
المدينة لأسباب غير محددة إلى أن أصبحت خالية تماما في حدود القرن السابع وصارت
أثرا بعد عين حتى شرع المستكشفون في إزالة غبار السنين عنها في أواخر القرن التاسع
عشر ومكنت الحفريات من إماطة اللثام عن مفاتن المدينة فنقلت أجمل تحفها ( لوحات
الفسيفساء التي تعد
أروع ما يزخر به موقع أثري ) لتزيين متحف باردو وإثراء رصيده.
*المعالم الرئيسية :
يتضمن
الموقع أربعة أقسام:
-قلب المدينة ويتكون من منطقة الساحة الكبرى (مربع
يساوي ضلعه 49 متر) مركز الحياة العامة في المدن الرومانية ويشرف على هذه الساحة من
جهة الشمال الغربي المعبد الأكبر
« الكابيتول«
بأعمدته الهائلة الفتانة ذات الجاذبية الخاصة وهي التي أطلق عليها
الأهالي اسم "القصبات".
-مقر اجتماعات
المجلس البلدي المحلي ومعبد عطارد
اله التجارة ويتصلان ببوابة الساحة الكبرى.
-جنوب الساحة الكبرى يمتد مجمّع السوق ، الحمامات الشتوية والصيفية
المبنية على شكل متاهة و"البازيليك" وهي كنيسة من الفترة البيزنطية.
-وراء الكابيتول من الناحية الشرقية يمتد حي سكني فخم زينت منازله مثل منزل
نبتون
بفسيفساء فاخرة ذات زخارف هندسية وزهرية تم إنجازها في الورشات المحلية.
ولا يزال قسم من المدينة ينتظر استمرار الحفريات في حين يحتاج القسم
المكتشف إلى
مزيد العناية والصيانة والتعهد .
نمــــــــــاذج الشبكة التربوية Français الى القائمة الرئيسية