ظاهرة الغش في الامتحان سلبياتها وانعكاساتها

الغش في الامتحان أو ما يعبر عنه التلميذ "بالتفسكية" هي ظاهرة خطيرة أخذت تتفشى في أوساط التلاميذ من كل المستويات وهي في الحقيقة طريقة غير مشروعة تدل على مستوى أخلاقي منحط عند أصحابها وتعكس صورة مهزوزة لشخصية التلميذ وتحصيله العلمي.

ولعل هذه الظاهرة تعود إلى عدة أسباب أولها الإهمال وهذا راجع أولا إلى إهمال الأولياء لأبنائهم من ناحية الدراسة ومن ناحية التربية وثانيا إهمال التلاميذ لأنفسهم بانشغالهم عن الدراسة باللهو. كما يوجد سبب آخر له علاقة بالأستاذ إذ يجب أن يبعث في نفس التلميذ الاجتهاد وحب الدراسة وان ييسر له عملية الفهم ويتجنب التعجيز أثناء الامتحانات حتى لا يحقد التلميذ على أستاذه وينفر من الدراسة وعند الامتحان يجد نفسه مهيأ للغش أولا لتجنب السقوط في تلك المادة وثانيا سخرية زملائه أو سخط زملائه أو سخط أوليائه.أما السبب الأخير فهو في غاية الغرابة إذ أن البعض من هذا الصنف يلجأون إلى الغش للتباهي, فبعد الخروج من القاعات مباشرة يقوم كل منهم باستعراض مهارته في الغش وكيفية مراوغة الأستاذ وهذه الحالة قد تنطبق خاصة على حديثي العهد بالغش.

 من هي الفئة التي تقوم بالغش؟

 نجد في المقدمة أولئك الذين يئسوا من النجاح وقد استوفوا حقهم في الدراسة وهم يلتجأون إلى الغش لا من أجل الحصول على درجات مرتفعة بل لخلق المشاكل داخل القسم ولتكريس هذه الظاهرة لدى أصدقائه وبذلك تكون هذه المجموعة عنصر فساد داخل المدرسة مما  يستوجب التخلص منها منها بأسرع وقت قبل استفحال الداء’ أما الصنف الثاني من الذين يلتجئون إلى الغش فلعلهم يرمون من وراء ذلك إلى ترميم معدلهم المتداعي خاصة إذا كان الواحد منهم راسبا........

وبعد فهذه الظاهرة في غاية الخطورة لها آنية ومستقبلية مما يستوجب تظافر الجهود من قبل التلاميذ والأساتذة والإدارة لمحاربة هذا الداء قبل أن يستفحل في صفوف التلاميذ وذلك بالتوعية والنقد والوعظ والتوجيه ثم بتسليط العقوبات الصارمة إذا اقتضى ذلك.

التلميذة : رشيدة الكباري.

دعوة إلى النجاح

 إلى كل من عانى مرارة الفشل أقول:

إن الوصول إلى النجاح رغبة تعيش داخل كل نفس, وعلى الإنسان دائما أن يسعى إلى الوصول إليها ليس بالضرورة أن يدرك النجاح دوما, لأن السعي من أجله يعتبر في حد ذاته ضربا من النجاح. وفرص النجاح متوفرة دوما لكننا قد لا نراها بوضوح إما لعدم نضجنا أو لجهلنا بقدراتنا أو لأن طموحنا ضعيف. إن الأمل في النجاح يداعب كل تلميذ , وطرق الوصول إليه ممكنة فمن ذا الذي لا يرغب في أن تكون حياته نجاحا متواصلا؟

 من الأسباب الهامة للرسوب والفشل هو الخوف وعدم الثقة بالنفس والنظرة التشاؤمية للتلميذ, قد يكون الإنسان فاشلا في جانب من جوانب حياته , لكنه بالتأكيد يكون ناجحا في مجال آخر .إن مذاق الفشل مر , يشيع في النفس إحساسا قاتما مليئا بالإحباط يجعل كل ما حوله حالك الظلام, ويغتال الشعور بالرضا ويسرق لحظات الفرح والسرور , ولا ينقذ الإنسان سوى إيمانه وثقته بنفسه وبقدراته, لأن الفشل وارد في حياة كل فرد لكن بدرجات متفاوتة , والقوي القوي من يتغلب عليه ولا يجعله يتمكن منه ويثبط بالتالي عزيمته...

فلا مجال لليأس إذن في هذه الحياة لان اليأس يعني استسلام, والاستسلام يعني الموت. والنجاح يحتاج كذلك إلى مجاهدة مع النفس ومع الغير ويحتاج إلى الصبر والتحدي , فالمسافة الطويلة تبدأ دوما بخطوة واحدة وقد يفشل الإنسان في بعض مراحل هذا الطريق المؤدي إلى النجاح , لكن يجب لا يستسلم لليأس بل عليه أن ينهض من جديد بعزيمة أقوى إذا ليس العيب في أن نفشل إنما العيب في أن نستسلم. وفي هذا المعنى قال أحد الحكماء :" ليست العظمة في أن لا تسقط أبدا بل العظمة في أن تنهض من جديد" , كما يتأكد من هذا المعنى أيضا من خلال المثل العربي المعروف " لكل جواد كبوة".

إذن يكفي أن نزرع الرغبة الملحة في نفوسنا للتطلع إلى الأفضل حتى تدفعنا تلك الرغبة إلى الأمام فتجعل المستحيل ممكنا , والجبل سهلا منبسطا. هذه مقومات النجاح إذن : العزيمة والإرادة القوية وعدم الخضوع للصعوبات.وإذا كنت لا تستطيع أن تنظر إلى واقعك لأنه مظلم ولا إلى ماضيك لأنه مؤلم فيكفي أن ترفع بصرك عاليا إلى الأمام ليتراءى لك المستقبل باسما مسترسلا بألوان مشرقة ومضاءة ينادك بإصرار ويستحثك بوثوق فابتسم عندئذ وأركض نحوه بكل ما أوتيت من جهد وعزم اهتف قائلا: "لبيك لبيك ها أنا قادم"

التلميذة : سامية وناس