قيمة العمل للفرد والمجموعة

لماذا خلق الإنسان ؟

في الحقيقة خلق الإنسان ليعمر الأرض ....ليبني ويزرع ويصلح ما فسد ويواجه المصاعب ويتحدى العراقيل بصبره وعزمه وقوة إرادته ..و لا يختلف في أن العمل الوسيلة الوحيدة لتعمير الأرض وبالتالي لتحقيق طموحات الفرد وازدهار المجتمع لذا كل فرد في المجتمع مطالب بالعمل والاجتهاد في ميدانه وتكريس نفسه وجهوده للمهمة المنوطة بعهدته للبلوغ بها إلى أرقى وأسمى درجات الإتقان, فتلك هي الطريقة الوحيدة إلى السعادة إذ لا سعادة إلا بالعمل.

والعمل في الحقيقة يساهم في تنمية شخصية الفرد وفي تفتق مواهبه وبلورة أفكاره. أما بالنسبة للمجتمع فهو يعتبر الوسيلة الوحيدة للخروج من التخلف بصورة سريعة وجذرية فعن طريقه تزدهر الصناعات والفنون والمرافق المادية فيتمكن المجتمع عندئذ من التغلب على الأوضاع الرجعية والبالية ولكي تتحقق هذه الفوائد العديدة وجب علينا تنظيم العمل والقيام به على أحسن وجه فإذا ما أخل الفرد به فسد النظام وتراكمت الأعمال وتعددت العقبات وأخذت الجماعة البشرية تتقهقر ثم لا تلبث أن تنهزم.من ثم نرى أن الفرد المتقاعس عن العمل خطر على المجموعة وأنه عنصر زائد وفاسد ليس جديرا بالحياة إذ لم يقم بشكر  نعمتها وباستثمارها لنفسه وعائلته ووطنه وللبشرية جمعاء بل هو يستنزف جهودهم فهو أشبه ما يكون بتلك النباتات والأعشاب الطفيلية التي تلتصق بالأشجار المثمرة تزاحمها في غذائها الذي تستمده عروقها من الأرض.

إن المتقاعس عن العمل ساقط لا محالة في هوة الشقاء إذ أنه مهما كان مجده وماله فهو لا يعرف طعم ذلك الشعور الذي يغمر العامل  عندما يفرغ بنجاح من أداء وظيفته في الحياة فيرى فكرته التي هي جزء من روحه تتجسم في نوع من المنتوجات  المفيدة.

إن قيمة المرء الحقيقية لا تقدر بما يملك من مال ومتاع ولكن بما أنتجته قريحته وصنعت يداه, ومن هنا نستنتج أن العمل له فوائد كبيرة على الفرد والمجتمع إذا أنجز بإخلاص وإتقان. وقد قال أحمد شوقي في هذا السياق :

   وما نيل المطالب بالتمني           ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وما استعصى على قوم منال          إذا الإقدام كان لهم ركابا.

التلميذ: زياد ساسي