مفهوم الملف البيداغوجي :؟

يتمثل الملف البيداغوجي في مجموعة من الوثائق المتنوعة والمتكاملة التي تقدم إلى المعلم قصد مساعدته على إعداد الأنشطة التعليمية التعلمية التي تهدف إلى اكتساب المتعلمين جملة من الكفايات المتصلة بتكنولوجيات المعلومات و الاتصال.

و يتضمن الملف جملة من المكونات التي بنيت وفق مقاربتي المشروع و الكفايات, وهي في مجملها إما مقترحات لأنشطة وسيناريوهات إنجاز مشاريع, أو أدوات توفر للمدرس مداخل للتفكير في الأنشطة التي ينوي القيام به, أو وثائق تتضمن إضافات معرفية تساعد المدرس على تعميق تكوينه الذي يحتاجه التعامل مع تكنولوجيات المعلومات والاتصال, كما يتضمن الملف سجلا معجميا للمصطلحات التي يتم استعمالها في الملف.

فالملف البيداغوجي إذن, هو جهاز بيداغوجي يوفر عددا من الأدوات التي تساعد المعلم على التفكير في إعداده وفي استنباط التمشيات الملائمة للمشاريع التي يتفق حولها مع تلاميذه والتي تكون ملائمة لاقتدارات متعلمية التقنية والمعرفية. ومن هنا فإن هذه الملفات لا تمثل دروسا جاهزة ولا مشاريع قابلة للتنفيذ المباشر, وإنما هي جملة من الوثائق والأدوات التي يمكن الاستناد إليها في بناء تصور شخصي لسيناريو الوضعيات التعليمية التعلمية الهادفة إلى إكساب المتعلمين كفايات من خلال إنجاز مشاريع.

لذلك فإن إعداد هذه الملفات البيداغوجية, هي منطلقات لعمل المدرسين وليست تعويضا له, وهي محاولة لإنارة سبيل المعلم في بحثه عن الوضعيات المثيرة للرغبة والمحفزة على التعلم, وهي بذلك تمثل سندا لعمل المدرس الذي يبقى مدعوا إلى الاستعانة بالموارد التي توفرها هذه الملفات, إلى جانب موارد أخرى, لبناء التمشي التعليمي التعلمي الذي يراه ملائما, على أن يكون هذا التمشي مستجيبا لغايات النظام التربوي من ناحية ومستوحيا خطوطه العريضة من مقاربتي المشروع والكفايات من ناحية أخرى.

؟مكونات الملف البيداغوجي:

*/ مكون الكفاية

*/ الأهداف المميزة

*/ المحتويات

*/ المشروع

1- مكون الكفاية:

يتضمن كل ملف من الملفات المقترحة مكونا للكفاية التي يتركز حولها النشاط.

فالملف البيداغوجي المقترح, ولئن يمكن أن يؤدي إلى المساهمة في اكتساب عدد من الكفايات فإن عملية اختيار المشاريع المقترحة بكل ملف قد تم على أساس تناسب المشروع من حيث محتواه والأدوات التي يتطلبها مع مكون الكفاية المستهدفة.

2- الأهداف المميزة:

يتضمن كل ملف جملة الأهداف المميزة التي يرجح الملف التعامل معها من خلال المشروع المقترح. هذه الأهداف يمكن ألا يغطيها المشروع الذي يقترحه الملف, وفي هذه الحال يتعين إثراء السيناريوهات المقترحة بمشاريع إضافية أو بوضعيات تعلم أخرى تقترحها جذاذات دعم التعلمات.

3- المحتويات:

يحتوي كل ملف على عدد من المحتويات التي يتطلبها إنجاز المشروع المقترح. هذه المحتويات قابلة للإثراء أو التعديل إذا ما تطلب إنجاز المشروع ذلك.

4- المشروع:

المشاريع التي تم اقتراحها ضمن الملفات البيداغوجية ليست سوى سيناريوهات مقترحة, تتوفر فيها شروط الانسجام والتوافق بين الكفايات المستهدفة ومكوناتها, والأهداف المميزة وعدد من المحتويات المقدمة. وقد تم العمل على جعل كل مشروع مقترح محققا لمكون الكفاية المستهدف ومتماشيا مع الأهداف المميزة المقررة بالبرامج ومع المحتويات التي يتضمنها الملف. وينبغي في هذا المجال التأكيد من جديد على أن المدرس بإمكانه الاستفادة من سيناريوهات المشاريع المقترحة ومن التمشيات التي تسير وفقها, دون حاجة إلى التقيد بها حرفيا.

كما يوفر كل ملف بيداغوجي جملة من الأدوات التي تساعد المدرسين على النجاح في قيادة متعلميهم نحو إنجاز مشاريع مجدية. ونورد في ما يلي شرحا مفصلا لهذه الأدوات:

** شبكة إعداد المشروع: تتمثل هذه الشبكة في جملة من التساؤلات المنهجية التي تقود المعلم والمتعلمين نحو اختيار عقلاني للمشروع وتعينهم على التخطيط الجيد له وتساعدهم على اختيار المستلزمات التي يتطلبها إنجازه. إن إجابة المدرس على كافة أسئلة هذه الشبكة تجعله قد قام بالإعداد لدوره في العمل البيداغوجي الذي ينتظره أثناء المشروع.

 

شبكة إعداد المشروع

عنوان المشروع:..................................................................................................................................

هدف المشروع:...................................................................................................................................

المنتوج المرتقب:.................................................................................................................................

المستوى المستهدف:.............................................................................................................................

 

      

** بطاقة المشروع: بقدر ما تعطي المقاربة بالمشروع مجالا فسيحا من المرونة وحرية التصرف, فإنها تتطلب كذلك نسبة كبيرة من الدقة ومن التحديد المسبق للاختبارات. لذلك تتضمن بطاقة المشروع تحديدا للمحور الذي سيدور حوله المشروع ( المحافظة على الصحة, التراث, التظاهرات الرياضية...), المنتوج المرتقب ( إنتاج مجلة, مطوية, نشرية...) , مكون الكفاية, أهداف التعلم التي يمكن تحقيقها من خلال المشروع ( استعمال الحاسوب, استعمال برمجيات...) المحتويات ( حفظ ملف, كتابة نص, إدراج صورة...), عدد الحصص المتوقعة لإتمام المشروع, الوسائل أو الموارد التي يتطلبها المشروع (برمجية معالجة نصوص, برمجية لمعالجة الصور...). وبذلك تكون بطاقة المشروع بمثابة الوصف الأولي للمشروع من حيث شكله و محتوياته وأهدافه والحيز الزمني الذي سيستغرقه, مما يجعل التعامل مع المقاربة بالمشروع تعاملا يتسم بالمرونة داخل إطار منظم وباعتماد معطيات دقيقة يتم تحديدها مسبقا كأي عمل تعليمي هادف.

إن بطاقة المشروع وشبكة إعداد المشروع من الأدوات التي تعين على أن يكون عمل المعلم هادفا وناجعا.

 

 

بطاقة المشروع

 

 

** المنتوج المرتقب: إن التفكير في إنجاز مشروع لا ينفصل عن التفكير في تحديد المنتوج المنتظر في نهاية المشروع. لذلك فإن تحديد مسبق لنوعية المنتوج المرتقب ومواصفاته شرط ضروري لإنجاز المشروع.

** جذاذات النشاط: تتضمن الجذاذات المقترحات السيناريوهات المقترحة لانطلاق المشروع ولمختلف مراحله. هذه السيناريوهات يمكن الاستنارة بها في بناء سيناريوهات جديدة يتم التفاوض بشأنها مع المتعلمين حتى يكون للمشروع وللتعلم دلالة بالنسبة إليهم, لذلك ينبغي التأكيد هنا, على ما يقترح في هذه الجذاذات ليست دروسا نموذجية, أو مذكرات مثالية, أو أي شيء يوحي بأنها عمل نموذجي, بل إنها تصور لتمش ينطلق من كفاية المادة, ومن مكونات هذه الكفاية ومن من الأهداف المميزة ومن المحتويات المقترحة بالبرامج الرسمية ومن فلسفة المقاربة بالمشروع.

** جذاذات لدعم التعلمات:  يوجد في كل ملف بيداغوجي عدد من الجذاذات التي تم إعدادها خصيصا لغرض اعتمادها في تعزيز التعلمات أو في العلاج بالنسبة إلى الذين لم يحققوا المستوى المأمول من التملك. وتبقى كيفية استعمال هذه الجذاذات وظروفه موكولة إلى المعلم الذي يحددها بحسب الحاجة وبحسب مكتسبات المتعلمين, مما يجعلها موردا يتم توظيفها وفق مقاربة فارقية تأخذ بعين الاعتبار الفوارق الفردية بين المتعلمين, لذلك فإن اعتماد هذه الجذاذات لا يعني إنجاز دروس موحدة لكافة المتعلمين بقدر ما تعني فرصا للتدارك لعدد من المتعلمين الذين تعثروا في إنجاز المشروع نتيجة عدم التحكم في بعض التقنيات أو عدم السيطرة على كيفية التصرف في بعض الموارد, مما يجعل المعلم مطالبا للتدخل إزاء هؤلاء من خلال أنشطة خصوصية تناسب ما يصطلح عليه في التعلمات الأساسية الأخرى بأنشطة العلاج.

** إضافات للمعلم: محتوى علمي – مصطلحات: يحتوي كل ملف بيداغوجي على جملة من الوثائق المرجعية في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال تصلح للمعلم في تعميق معارف وتعزيز إلمامه بجوانب متصلة بعدد من المحتويات التي يتطلبها إنجاز المشروع المقترح بالملف.

** شبكة ملاحظة مكتسبات المتعلمين من خلال المشروع: يتضمن كل ملف شبكة ملاحظة يمكن أن يعتمدها المعلم في رصد مكتسبات المتعلمين والتحقق من درجة امتلاكها وتخير أنشطة الدعم المناسبة.

-         شبكة تقييم المشروع: إن تقييم المشروع ليس من مهام المعلم وحده يل هو من مهام كافة أفراد مجموعة الفصل, إذ يتمثل دور المعلم في تمكين المتعلمين من إدراك أهمية هذه المرحلة وفي توفير أدوات تقييم يوظفها المتعلم لإدراك:

-         مدى تحكمه في الأدوات التكنولوجية.

-         مدى امتلاكه للمواقف والاتجاهات التي تعكس قدرته على المبادرة والابتكار.

-         مدى امتلاكه للتمشيات المؤدية إلى بناء المشروع والقدرة على تعديله عند الاقتضاء.

-         مدى قدرته على الاعتماد على النفس وعلى التعامل مع الآخرين داخل المجموعة.

-         مدى قدرته على التصرف في الزمن.    

** الاستثمار البيداغوجي للمشروع: التقاطع الممكن مع بقية المواد: يحتوي كل ملف بيداغوجي على جملة من التقاطعات الممكنة مع بعض المواد. وتعني التقاطعات الإمكانيات المختلفة لتوظيف المشروع في تعزيز مكتسبات التعلم المتصلة بمواد أخرى غير التربية التكنولوجية. كما يمكن أن تعني هذه التقاطعات إمكانية استغلال المشروع لتوظيف المكتسبات التي تحققت من خلال مواد مختلفة.

5- امتدادات: سبل أخرى لتجسيم المشروع: يحتوي الملف البيداغوجي على جملة من المقترحات التي تسعى إلى تجسيم المقولة القاضية بأن إن كلا من مقاربتي الكفايات والمشروع هما مقاربتان مفتوحتان: فإذا كان الملف يقترح مثلا مشروعا يفضي إلى إنتاج وثيقة تحسيسية في شكل مطوية أو نشرية, ويرسم التمشي الممكن لذلك, فإنه يقترح في نهاية التمشي إمكانيات أخرى لتجسيم المشروع حتى يكون المنتوج المنتظر في تصور كل الأطراف هو إمكانية من بين إمكانيات أخرى مطروحة. لذلك يمكن أن نتحول من مشروع يجسم في مطوية إلى تجسيم لنفس المشروع من خلال صفحات واب. أو إنتاج قرص ليزري, أو مجلة إلكترونية أو غيرها من الإنتاجات الممكنة...