ابن
سينــــا

يحكى أن أميرا أصيب بمرض استعصى علاجه على أطباء عصره.
وأدّى به ذلك المرض إلى الامتناع عن تناول الطعام .
أخذت حالة الأمير تسوء ، حتى توهّم أنه تحول من إنسان إلى بقرة،
فكان يقلد صوت البقرة وحركاتها،
ويصرخ في منحوله
قائلا: (( اذبحوني ، وأطعموا الناس لحمي.. .))
توالى على فراش الأمير، العديد من الأطباء، إلا أنهم عجزوا عن
معالجته. سمع أهل الأمير عن شاب موهوب،
اسمه أبو علي الحسين بن سينا، وفد حديثا إلى البلاد واشتهر بتمكنه من
علوم الطب فذهبوا إليه وقصوا عليه حكايةالمرض الغريب الذي وقع الأمير فريسة له .
ذهب ابن سينا إلى بين الحاكم ومعه بعض أتباعه ومساعديه. وقف في ردهة
البيت يشحذ سكينين كبيرين ثم صاح قائلا :(( أين البقرة التي تريدون مني ذبحها ؟...))
فلما سمع الأمير ذلك اغتبط وقلد صوت البقرة.... واندفع نحو ردهة البيت،
حيث ينتظر ابن سينا .
أشار ابن سينا إلى أتباعه، فقيدوا الأمير وطرحوه أرضا وأخذ يجس جسم
الأمير بطرف السكين، ثم قال لأهل المريض: ((
إن هذه البقرة نحيفة، هزيلة الجسم، لا تصلح غذاء لأحد... فأطعموها حتى
تسمن وتصبح صالحة للأكل..... وعندئذ
نحضر
لذبحها )) .ومن الغريب أن الأمير بدأ بعد ذلك يقبل على تناول الطعام، وكان أهل
المريض يضعون فيه خفية أدوية يصفها ابن سينا .تحسنت صحة الأمير شيئا فشيئا حتى برئ من مرضه. أقام والد الأمير حفلا
بمناسبة شفاء ابنه واستدعى الطبيب الشاب
فكافأه وأثنى عليه ثم طلب منه أن يدرس الطلبة هذا العلم الذي أنقذ
الأمير من الهلاك .
سلسلة علماء العرب
ابن سينا ص6- 15 (بتصرف ) المؤسسة العربية
للدراسات والنشر ط 1976،1 |
|