المحور الرّابع : الصيّن الشعبية

الدرس الأول: الخصائص السكانية

مقدمة

تقع الصين في الوسط الشرقي للقارة الأسيوية يحدها من الشمال روسيا ومنغوليا و من الغرب كزاخستان , كرغستان , الباكستان ومن الجنوب الهند النيبال, برمانيا و الفتنام أما من الشرق المحيط الهادي و كوريا الشمالية , مساحتها 9.6 مليون كمتر مربّع .

1)الثقل الديموغرافي

تشهد الصين ارتفاعا متواصلا في حجم السكان منذ 1950 إذ تضاعف مرّتين ونصف من 556.6 مليون نسمة إلى 1254 مليون نسمة سنة 1999 وهو ما يمثل أكثر من خمس سكان العالم غير أن هذا الحجم شهد استقرارا بالنسبة لحجم سكان العالم في حدود 21% من مجموع السكان  منذ 1966 .

2)السياسة السكانية و نتائجها

نظرا لضخامة حجم السكان تم اتباع سياسة سكانية واجهة صعوبات في بداياتها سنوات الستينات فالتجأت الصين إلى منح الامتيازات للعائلات المطبقة لسياسة التنظيم العائلي فانخفضت نسبة الولادات من 37 إلى16 من سنة 1953 إلى سنة 1999, كذلك تراجعت نسبة الوفيات من 17 إلى 7 خلال نفس الفترة مما خفض من نسبة النمو الطبيعي من 2 إلى 0.9 . تزامن هذا التراجع مع تحسن الخدمات الصحية فارتفع معدل أمل الحياة من 47.1 سنة 1960 إلى 72 بالنسبة للنساء و68 سنة بالنسبة للرجال .

أفضت هذه السياسة السكانية إلى تركيبة عمريه تراوح بين خصائص العالم النامي والعالم المتقدم .

خاتمة

تمكنت الصين الشعبية من فرض سياسة سكانية ناجعة  في أضخم حجم سكان في العالم و تطويعه لخدمة أهدافها التنموية الشاملة .      

الدرس الثاني : التّنمية الفلاحية

مقدمة

نظرا لثقل حجم سكانها فقد أولت الصين مكانة خاصة لقطاع الفلاحة في التنمية الاقتصادية لضمان الغذاء للسكان .

1)    ظروف النشاط الفلاحي

أ‌)       ظروف طبيعية مساعدة

تمتد على أكثر من ثلثي المساحة من الواجهة الشرقية مناخات ممطرة نتيجة تعرضها لتأثير الرّياح الموسمية . يتراوح معدّل التساقطات السنوي بها من 250 مم إلى أكثر من 750 مم ، في حين لا يغطي المناخ القاري الجاف سوى ثلث المساحة بالواجهة الغربية، حيث لا يتجاوز المعدّل السنوي للتساقطات 250مم.

ب‌)   تنظيم النشاط الفلاحي

تعتمد الفلاحة في الصين بصفة خاصة على الفلاحة السقوية التي تمتد على 45% من المساحة الزّراعية، تدعمها الدولة بتشجيع صغار الفلاحين و إحداث التنظيمات القروية المساعدة على تنظيم حصص الرّي في إطار الثورة الخضراء ، تمت هذه الإصلاحات على مرحلتين :

·        المرحلة الأولى من 1950-1978

مرحلة تركيز البلديات الشعبية وهي مؤسسات اقتصادية وإدارية تكون فيها ملكية الأرض و وسائل الإنتاج  ملكية جماعية .

·        المرحلة الثانية من 1978

تراجعت في هذه المرحلة البلديات الشعبية نتيجة اتباع إصلاحات تحرّرية و بداية تفكيك الأراضي الجماعية لصالح الأراضي العائلية و العودة للملكية الخاصة .

2)    الحصيلة

تشغل الفلاحة 73 %من حجم اليد العاملة و توفر 21 % من الناتج الداخلي الخام , ساهمت هذه المعطيات في الرفع من الإنتاج الموزع على ثلاث مواقع رئيسية : تربية الماشية في النصف الغربي للصين . زراعة القمح ، الذرة و الصوجا في الشمال الشرقي  و زراعة الأرز في الجنوب الشرقي . تتخلل المساحات الشرقية الزراعات المتنوعة و القطن والشاي.

 وفرت الفلاحة الصينية إنتاجا متنوعا احتل المراتب العالمية الأولى و الثانية سنة 1996 محققة بذلك اكتفائها الغذائي .

 خاتمة

بالرغم من ضخامة حجم السكّان تمكنت الصين من تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي لإيلائها الأهمية القصوى لقطاع الفلاحة.

 

الدرس 3 : الصناعة

مقدمة

خصت الصين الفلاحة بمكانة هامة فرضها الحجم الضخم للسكّان , أما الاعتناء بالصناعة فهي ضرورة يفرضها التكامل بين القطاعات الاقتصادية .

1)    ظروف النشاط الصّناعي

أ‌)       وفرة المواد الأولية و تنوعها

تتنوع بالصين موارد الطاقة و تحتل المراتب العالمية الأولى خاصة في الفحم الحجري كذلك الموارد المنجمية و المنتوجات الفلاحية  متنوعة و هامة و تحتل المراتب العالمية الأولى .

ب‌)   التنظيم

تزايدت مكانة القطاع الخاص في الصناعة إذ بلغت نسبة المؤسسات الخاصة 80% من مجموع المؤسساتسنة1994 و توفر 25% من الإنتاج الصناعي . نتيجة تزايد الاستثمارات الخارجية لاعتمادها سياسة تصنيعية تحرّرية  تركز على رؤوس الأموال الأجنبية تعرف بسياسة الانفتاح أو باقتصاد السوق .

كما استغلت الصين وفرت اليد العاملة المتوفرة  بأجور زهيدة و تعمل لـ48 س في الأسبوع

2)    الحصيلة

أ‌)       الإنتاج

تنوع المنتوج الصناعي بتنوع المواد الأولية المتوفرة و احتل المراتب العالمية الأولى في صناعة الفولاذ و القطن المغزول سنة 1996 .

ب‌)   تركز المدن الصناعية

يتميز المجال الصناعي بعدم التوازن في التوزع إذ تتركز الصناعات على السواحل الشرقية و توفر 88% من مجموع الإنتاج الصناعي في حين تنعدم المناطق الصناعية في الواجهة الغربية باستثناء بعض المناجم .

ج) نمو المؤشرات السكانية

ساهمت الصناعة في الرفع من نسبة التحضر من 13.3% سنة 1953 إلى 35% سنة 2000 نتيجة تركز المدن الصناعية و تشغيل 14% من مجموع اليد العاملة ونمو الناتج الداخلي الخام مما حسن في مستوى الدخل الفردي من 290$ سنة 1983 إلى  860 $ سنة 1997 .

خاتمة

حققت الصين نسبة نمو مرتفعة بالرغم من محدودية نجاح التجربة التنموية في الصناعة .

 

 تونس

فهرس الجغرافيا**S-Géo صفحة الدروس**Cours فهرس**Sommaire الإختبار