المحور الثالث : التوسع الاستعماري الأوروبي

الدرس الأول : التوسع الاستعماري الأوروبي و اقتسام العالم

المقدمة

شهدت الدول الأوروبية تحولات اقتصادية واجتماعية هامة خلال القرن التاسع عشر ساهمت في بروز حركات استعمارية شملت أغلب دول العالم .

1) الأسباب

أ)أسباب اقتصادية

_ استثمار رؤوس الأموال : تضخمت رؤوس الأموال في أوروبا الغربية فلم تعد مربحة بهذه الدول فكان عليها تصدير هذه الأموال إلى دول العالم الثالث في شكل مشاريع و قروض فمثلت مدخلا للاستعمار .

_ البحث عن أسواق خارجية : تراكمت المنتوجات الصناعية في أوروبا الغربية ولم تعد الأسواق الداخلية قادرة على الاستهلاك فكانت ضرورة البحث عن الأسواق الخارجية لترويج فائض الإنتاج الصناعي  .

ب) أسباب إستراتيجية

نشاط التجارة البحرية الأوروبية المكثف استدعى توفير مراكز لحماية الأساطيل التجارية , كما أرادت الكنيسة المسيحية نشر ديانتها و تركيز مجتمعاتها الفاضلة داخل هذه المستعمرات . كما اعتبرت دول العالم الثالث متنفسا لضغط الاكتظاظ السكاني في دول أوروبا .

2) خريطة اقتسام العالم

تم اقتسام العالم بين الإمبراطوريات الاستعمارية و كان فيها النصيب الأكبر للإمبراطوريتين الفرنسية و الأنقليزية فكان لهذه الأخيرة استعمار  أستراليا, كندا مصر, السودان ,الهند, نيجيريـــــا و اتحاد جنوب إفريقيا .أما فرنسا فقد احتلت شمال إفريقيا , إفريقيا الغربية و الاستوائية , مدغشقر و الهند الصينية .

خاتمة

أفضى التقسيم غير العادل إلى نزاعات بين الدول الاستعمارية لغاية إعادة التقسيم أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.

الدرس الثاني : انتصاب الحماية بتونس وجذورها

المقدمة

سعت فرنسا للسيطرة على البلاد التونسية منذ بداية القرن التاسع عشر فهيمنت على الاقتصاد في مرحلة أولى ثم تدخلت عسكريا مما أدى إلى ردود أفعال في الأرياف والمدن .

1) الحملة العسكرية و انتصاب الحماية

أ‌)   الحملة العسكرية

في إطار اقتسام العالم سمحت ألمانيا و بريطانيا لفرنسا باحتلال تونس , فاستغلت المناوشات الحدودية في الشمال الغربي للبلاد التونسية بين قبائل خمير و القوات الفرنسية في الجزائر لشن حملة عسكرية على تونس بداية من 24أفريل 1881 أدّت إلى احتلال الكاف,جندوبة, طبرقة و بنزرت . دخلت القوات الفرنسية العاصمة تونس يوم 12 ماي 1881.

ب‌)   انتصاب الحماية

فرض الجنرال باريار على الباي محمد الصادق  توقيع معاهدة الحماية يوم 12 ماي1881 بقصر باردو . جرّدت هذه المعاهدة تونس من سيادتها الخارجية و أمنت إشراف فرنسا على الشؤون المالية و ضمنت الوجود العسكري الفرنسي في تونس .

وبموجب اتفاقية المرسى 8 جوان 1883 جرّد الباي من جميع صلاحياته و حول نظام الحماية إلى نظام استعماري مباشر . وذلك بتركيز جهاز إداري موازي للإدارة التونســــــــــية و أصبح لهذا الجهاز النفوذ الحقيقي في البلاد مركزيا وجهويا .

2) ردود الفعل : المقاومة المسلحة ضدّ جيش الاحتلال

أمام ضعف الباي أثناء دخول القوات الفرنسية تونس برزت انتفاضة قادتها قبائل جلاص في الوسط , نفّات في الجنوب , مقعد و عمدون في الشمال و اتهمت هذه القبائل الباي ببيع البلاد للفرنسيين . غير أن اختلاف موازين القوى أجبر هذه المقاومة الانسحاب إلى طرابلس و بروز أشكال أخرى من المقاومة داخل المدن .

3) حركة الشباب التونسي

الشباب التونسي هم نخبة مثقفة رفعت راية المعارضة السياسية للاستعمار سنة 1907 من أبرز زعمائها عبدالعزيز الثعالبي , علي باش حانبة البشير الصفر أسّسوا جريدة التونســــــي7 فيفري1907.

أ‌)     المطالب

طالبت الحركة بإجبارية التعليم الابتدائي و تعصير التعليم العالي و ضرورة تعصير وسائل الإنتاج في الفلاحة والصناعة كما طالبوا بالمساواة بين الأجناس في الحقوق و الواجبات . جل هذه المطالب إصلاحية ولم ترقى للمطالبة بالاستقلال .

ب‌)   من المطالب إلى التظاهرات الشعبية

ساهمت حركة الشباب التونسي في تصعيد المقاومة ضد المستعمر على اثر رفض الأهالي محاولة بلدية تونس تسجيل المقبرة الإسلامية بالجلاز فاندلعت مواجهات دامية يوما 7 و8 نوفمبر1911. كما ساندت الأهالي في مقاطعة الترامواي على اثر قتله لطفل  دامت المقاطعة شهري فيفري و مارس من سنة1912.

خاتمة

مهدت كل من المقاومة الشعبية و الحركات المثقفة إلى بروز الحركة الوطنية بعد الحرب العالمية الأولى.  

 العالم الغربي من 1914 إلى 1945

دروس تاريخ**Cours hist

صفحة الدروس**Cours

فهرس**Sommaire

الإختبار