المحور الأوّل: الخصائص العامة للعالم النامي

الدرس الأوّل : الخصائص الّسكانيّة

مقدّمة

تعرف مجموعة من دول العالم بالعالم النّامي تجمع بينها خصائص مشتركة أهمّها الخصائص السّكّانيّة كارتفاع عدد السّكّان و انتشار ظاهرة التّحضّر.

1)الامتداد المجالي للعالم النّامي 

يمتدّ العالم النّامي في النّصف الجنوبي للكرة الأرضيّة,  بين خطّي عرض35 درجة شمال و جنوب خطّ الاستواء.

و يشتمل على : أمريكا الوسطى والجنوبيّة,القارّة الإفريقيّة , الجزء الجنوبي و الجزء الجنوبي الشّرقي للقارّة الأسيوية.

2 ) نموّ سكّاني مرتفع

تتميّز دول العالم النامي بارتفاع حجم السّكّان إذ يضم 82% سنة 2000 من مجموع سكّان العالم  , ذلك أنّ النّموّ الطّبيعي بالدّول النّامية يبلغ خمســــــــــة أضعاف ما هو مسجّل بالدّول المتقدّمة.

يعود هذا النّموّ الطّبيعي المرتفع إلى بقاء نسبة الولادات مرتفعة27‰   و انخفاض نسبة الوفيات إلـــــى 9‰  .  يعود تراجع الوفيات إلى تحسّن المستوى الصّحّي و القضاء على الأوبئـــــــــــــــة ( كالطّاعون والكـــــــــوليرا ) و تحسّن ظروف العيش. غير أنّ بقاء نسبة الولادات مرتفعة يترتب عليها العديد من المشاكل,أهمّها : النّقص في الغذاء ,ضعف الرّعاية الصّحّيّة , تدهور مستوى العيش , انتشار المجاعات......

3) تحضّر متسارع

تقدّر نسبة السّكان الحضر في العالم النّامي ب41%   من مجموع السّكّان مقابل 75%  في العاـــــــلم المتقدم. غير أن تطور نسبة النمو السنوي لسكان المدن في العالم النامي هي جدّ مرتفعة بالعالم المتقدّم  الــــذي لا يتجاوز 0.8% في حين العالم النامي 3.7%. تعود أسباب هذا التحضر السريع إلى ارتفاع حركات النزوح  بين الأرياف و المدن بحثا عن تحسيـــن ظروف العيش .

خاتمة

يمثل ارتفاع حجم السكان فالعالم النامي مشكلا خطيرا يتسبّب في تدهور الأوضاع الاقتصاديـــــــــــــة والاجتماعية و يعيق عملية التنمية .

الدرس الثاني : الخصائص الاقتصادية والاجتماعية

 المقدمة

يتميز العالم النامي بجملة من الخصائص الاقتصادية جعلته غير قادر على توفيــــــــر الحاجيات الأساسية  لسكانه مما أثر على الحيات الاجتماعية وعمق من أزمـــــــــــته الاقتصادية و الاجتماعية .

*) تفكك الهياكل الاقتصادية و ضعف الإنتاج

1) تفكك الهياكل الاقتصادية

أ)مفهومها:

هي تنظيم مختلف القطاعات الاقتصادية من الناحية البشرية التقنية والماليــــــــــة .

ب) مظاهر تفكك الهياكل الاقتصادية

قطاع الفلاحة : منافسة الزراعات التصديرية كالقهوة ,الشاي و الموز للزراعات المعاشية كالحبوب السكر وتربية الماشية

قطاع الصناعة : ضعف التصنيع و تأخر تكنولوجي

قطاع الخدمات : ضعف شبكات النقل و المواصلات  بالإضافة  إلى ضعف مردود يته  بالرغم من تشغيله لنسبة هامة من اليد العاملة.

 ?— عدم التكامل بين الأنشطة الاقتصادية داخل كل قطاع و بين القطاعات الثلاث.

2)  ضعف الإنتاج

يساهم تفكك الهياكل الاقتصادية في ضعف الإنتاج الاقتصادي مما يحد من مساهمة العالم النامي في التجارة العالمية و يصاحب هذا النقص في الإنتاج النمو السريع للسكان الأمر الذي خفض من معدل الدخل الفردي السنوي في الدول النامية  إذ لا يتجاوز3000 دولار مقابل 16000 دولار في الدول المتقدمة سنة 1997 . فالدخل الفردي في الصين لا يتجاوز 620 دولار سنة 1995.

**)عجز عن الاستجابة للحاجيات الأساسية  للسكان

1)  عجز عن توفير الغذاء

يشكو العالم النامي من محدودية المساحات الصالحة للزراعة لامتداد الصحــــــــاري والغابات الاستوائية و المناخات الجافة , بالإضافة إلى اعتماده فلاحة تقليدية  , مما قلّص من كمّيــــــات  الإنتاج التي لا توفر سوى 2533 حريرة في اليوم  مقابل 2600 حريرة في العالم المتقــدم .

2)  خدمات صحية محدودة

عجز غذائي أدّى إلى أوضاع صحية متردية لسوء التغذية و النقص الكبير فـــــــــــي التجهيزات الصحية  و الإطارات الطبية إذ يتوفر طبيب واحد  لكل 5833 ساكن مقابل طبيب لكل 300 ساكن في العالم المتقدم .

3)  نسبة أمية مرتفعة

بالرغم من سعي أقطار العالم النامي للحد من نسبة لأمية فإنها لزالت مرتفعة كما لا تتجاوز نسبة التمدرس 55% في حين تفوق95% بالدول المتقدمة  . هذا ما يمنع من توفير إطارات في شتى المجالات تساعد على الرقي بهذه المجتمعات في الدول النامية

4)  غياب المسكن الصحي و انتشار البطالة

الدخل السنوي المحدود لدى نسبة كبرى من سكان العالم النامي لا يسمح لهم باقتنــاء مساكن صحية ففي الرّيف المسكن يبنى من القش والقصب وإذا نزحوا إلى المدن فهي الأحياء القصديرية خاصة في أقطار  إفريقيا جنوب الصحراء وأمريكا الجنوبــــــــــــية وجنوب أسيا .

5)  انتشار البطالة

اكثر من نصف اليد العاملة في العالم النامي تشتغل في قطاع الفلاحة التقليــــــــــــــدية الموسمية مما لا يوفر دخلا هاما  للأسرة و غياب الصناعة أدى إلى انتشار البطالـــــة و الفقر فربع السكان يعشون تحت حد الفقر سنة 1990  في العالم النامي .

 خاتمة

حتى يتمكن العالم النامي من الإقلاع عن التخلف وتحقيق التنمية عليه أن يولي نفــس الأهمية لكل القطاعات  ويحقق التكامل بين الهياكل الاقتصادية والاجتماعية ليحقـــــق التنمية الشاملة .

الدرس الثالث : أصناف البلدان النامية

 مقدمة

في إطار التحولات الإقتصادية التي اجتاحت العالم في العشريات الأخيرة من هذا القرن لم يعد العالم النامي كتلة واحدة بل تباين إلى خمس مجموعات تتمايز في ما بينها بالعديد من الخصائص الاقتصادية و السكانية .

 أ) الأصناف حسب مستوى التقدم الاقتصادية

1)الأقطار الصناعية الجديدة

تمتد هذه الأقطار على جنوب شرق أسيا و جنوب القارة الأمريكية , يفوق معدل أمل الحياة بها 70 سنة ويصل عدد السكان للطبيب الواحد329 ساكن في الأرجنتين مقابل370 في العالم المتقدم. نتيجة نموها الصناعي إرتفع معدل الدخل الفردي و فاق في سنغافورة معدل الدخل في الأقطار المتقدمة .

2)الأقطار النفطية

تمتد هذه الأقطار بالشرق الأوسط و شمال إفريقيا و أمريكا الجنوبية و الشرق الأقصى, تسيطر هذه الأقطار على90% من المدخرات العالمية أكثر من 65% منها تتركز بالشرق الأوسط .  إستغلت عائداتها النفطية في تنشيط الاقتصاد و تحسين الأوضاع الاجتماعية .

3)الهند والصين

ما يميز الهند والصين ضخامة حجم السكان الذي تضاعف في كل منهم بالرغم من تراجع نسبة النمو الديموغرافي بالنصف في الصين من 1.8% إلى0.9% . كما تتميز الصين بارتفاع نسبة الريفيين إلى71%   بالرغم من ارتفاع نسبة النزوح إلى المدن 3.8% ,لكن بالرغم من ذلك فإن هذه الدول حققت تحول اقتصادي إذ تنوع نشاطها الصناعي الذي حقق مراتب عالمية في بعض الإختصاصات .

4)الأقطار متوسطة النمو

تمتد هذه الأقطار على سواحل القارات , تتميز هذه المجموعة بنسبة نمو طبيعي في حدود 1.8% و نسبة تحضر تفوق و تصل  في البيرو التي يغلب على مدنها الأحياء القصديرية أما معدل أمل الحياة فهو جيد إذ يفوق60 سنة ويصل71سنة في تونس سنة1994  .

5)الأقطار الأكثر تخلفا

تتركز هذه المجموعة أساسا في قارة إفريقيا جنوب الصحراء , تتميز بنسب نمو طبيعي مرتفعة إذ تفوق 3% , ولا يتجاوز أمل الحياة عند الولادة 47 سنة ,78% من حجم السكان يعيشون بالأرياف بمعدل دخل لا يتجاوز 210 دولار .

 خاتمة

تشير  هذه الخصائص الإقتصادية والسكانية إلى تباين درجات التخلف بين هذه الأقطار التي تسعى إلى  تحسينها للرقي بمجتمعاتها.